recent
أخبار ساخنة

اِرضى بقضاء الله لعله خير فالمِحن قد تكون منح بقدر الله

راحة البال
الصفحة الرئيسية
اِرضى بقضاء الله لعله خير فالمِحن قد تكون منح بقدر الله قد ينظر الانسان الى الظواهر ويترك البواطن . حيث انه ينظر الى اَلام المخاض ويَنسى فرحهّ الميلاد .عندما نستخرج الذهب يكون خام ولابد ان نضعه فى النار حتى نقيه من الشوائب ويصبح ذا قيمه . كذلك تفعل المِحن بالمسلم . قال الله تعالى  { وَليُمَحِصَ اللهُ الَّذِينَ آمنُوا وَيْمحقَ الكَافِريِنْ } صدق الله العظيم .

اِرضى بقضاء الله لعله خير فالمِحن قد تكون منح بقدر الله

المِحن قد تكون منح بقدر الله

كل انسان فى الدنيا لا يعلم ماذا سوف يحدث له بعد ثوانى لان الغيب عند الله لا يعلمها الا الله . مثلا عندما تحدث مصيبه للانسان لايشعر ماذا سيفعل ولا يدرى من بجانبه . فجعلنا الله نشد بعضنا بعضا فى الخير نفرح وفى الشده يضيق صدرُنا لما اصابنا ليفرج الله همنا .

 لذلك تعتبر المحن اختبار من الله لنصبر عليها حتى يبدّلها الله الى الخَير . فإن فى المحن تظهر كل القلوب السليمه والمريضه من حولك . لذلك تظهر المحن الصديق مِن العدو . حيث ان الانسان يظهر وقت الشده ، الصديق يقف بجانبك منصفا لك . واما العدو يقف ورائك شامتا . والشماته ليست من خُلق المسلم الحق وفى الأثر :

{ لا تُظهر الشماته لاخيك ، فيرحمه الله ويبتليك  } . جزى الله الشدائد كلَّ خير *** عَرِفتُ بها عدوى مِن صديقى

علاوة على ذلك فى المحن يبحث لك المحبوُن عن الاعذار، والكارِهون يبحثون لك عن عثره . والمنصفون يوازنون الامور حتى يحكموا  بالعدل فمن المحن تاتي المنح ، قدر الله وما شاء فعل . بالاضافه الى ذلك تؤدى المحن اِلى مراجعه النفس، ومعرفة مسارها . ومن اين جائت فيُصحِح الانسانُ مسارهُ، ويقاوم عيوبه .

 ومع ذلك يصبح شخصا اخر يقرُّ بالحق ، ولايُعاند بالباطِل . فيُقرُّ بخطئِه، ويعترف بذنبه ، ويتوب الى ربهُ { وعلى سبيل المثال رجل عنده ولد . فهو يحب الولد لكنه يجده يرتكب الخطأ ويضل الطريق . ومازال يضل طريقه حتى يخشى عليه من العثرات .

 فهو مِن فرط حبِه له ، واِشفاقه عليه ، يقسو عليه ، ويجبر الولد باِمور شديده حتى يصنع منه رجلا يعتمد عليه .. قال الشاعر: قساَ لِيزدجِروا ومَن يِكُ حازماً *** فليقسُ احياناً على من يَرحم .

اِرضى بقضاء الله لعله خير.. ماذا تفعل المحن ؟

يعرف الانسان قدر النعمه التى هو فيها فيشكر الله عليها ويحافظ عليها . اذ ان النعم منسيه فاذا فقدها عرِفَها ، فيجتهد بالحفاظ علي النعم بطاعه الله . واتقان العمل وسدِ الثغرات ، واصلاح النيه لتكون خالصه لوجه الله .تخرج الطاقه الكامنه من الانسان لتعرضه للمحن فتُظهر قدرة الانسان الحقيقيه ،

 ويتعود الانسان على الجدَّ والعمل بعد ان تَعودَّ الكسل . كذلك النشاط بعدَ الخمول كذلك العمل لدين الله بعد ان اخَذَتِ الدُنيا مَجامِع قلبه .يعرف الاِنسان حقيقة الدُنيا ، وانها بين لحظه واخري تنقلب على صاحبها . الافضل ان يعمل الانسان لله فهو ضمان له بالفوز ولا يشغل نفسه بالرزق والدنيا فكل شئ اتي لا محاله .الصبر فى المحن يعمل على تكفير الذنوب والقرِب مِن رب العباد .

 وفى الحديث  { لا يزال البلاءُ بالمؤمن حتى يمشى على الارض ولا خطيئه له}. تَكسِر القلبُ لله وتزيلُ الكبرَ مِن النفس فيعود العبدُ ذليلاً بين يدى اللِه تعالى . وحينئذ يعُود القلبُ قريباً مِن الله ، بعيدا عن الشيطان .روي الاِمام احمد فى كتاب الزهد : { ان موسى عليه السلام سألَ الله تعالى يوماً فقال يارب اين اجِدُك ؟ قال عز وجل ، عند المنكسرهِ قلوبهم فاِنى ادنو منهم كُلَّ يومٍ قيراطاً }.

انها تجعل بين الانسان والخطأ والذلل حاجزاً نفسياًعميقاً . فلا يقع فيه مرهُ اخرى وتجعله يتَّخذ بعده سبيلاً يرفعهُ ولا يخفضه ، يعُزه ولا يذِلهُ . ان الانسان يُحبُّ مَن كان سبباً فى تنبيهُه مِن غفلتهُ . فلولا ان الله سخَّرهُ لبقى الترابُ على السطح ، ولظل المعدن مدفوناً فى الشوائب .دخلَ النبى صلى الله عليه وسلم على ام ِّ السائب ، فوجدها تُزفزف {يعنى ترتجف من الحمي } . 

فقال لها صلى الله عليه وسلم {مالك تُزفزفين}؟ قالت : انها الحمى لا بارك الله فيها . فقال صلى الله عليه وسلم { لا تَسُبى الحُمىَ فاِنها تنفى ذنوب ابن ادم }. وفى النهايه نذكر دعاءا جميل للشيخ الشعراوى رحمهُ الله نفس المعنى . يقول فيه : احمدك ربى على كل قضائك ، وجميع قَدَرِك حمد الرضا لحُكمِك لليقين بِحِكمِتَك .

google-playkhamsatmostaqltradent